تمثيلاتُ التهميشِ الاجتماعيِّ في مسرحِ تشيخوفَ ونعمانَ عاشورَ: مقاربةٌ ما بعدَ كولونياليةٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة بنها قسم اللغة العربية

المستخلص

يتناولُ هذا البحثُ قضيَّةَ التهميشِ الاجتماعيِّ بوصفِها ظاهرةً إنسانيَّةً بنيويَّةً ‏تتجلَّى في الأدبِ المسرحيِّ من خلالِ دراستينِ تطبيقيتينِ على مسرحيَّتينِ من ‏بيئتَينِ ثقافيَّتينِ مختلفتَينِ، هما: "بُستانُ الكرزِ" لأنطون تشيخوف، و"عائلةُ ‏الدوغري" لنعمان عاشور.‏
‏ وقد هدفَ البحثُ إلى الكشفِ عن تمثُّلاتِ التهميش في كلٍّ من النصَّينِ، ‏وتحليلِ الأبعادِ النفسيَّةِ والاجتماعيَّةِ التي أحاطتْ بهذه الشخصيَّاتِ المهمَّشَةِ، ‏مع بيانِ طبيعةِ التحوُّلاتِ التي عصفتْ بالأسرةِ والطبقةِ في كلِّ مسرحيَّةٍ.‏
‏ ففي مسرحيَّةِ "بُستانِ الكرزِ"، تتجسَّدُ أزمةُ التهميشِ في انهيارِ الطبقةِ ‏الأرستقراطيَّةِ الروسيَّةِ وصعودِ الطبقاتِ العاملةِ، حيثُ تبرزُ الشخصيَّاتُ ‏الأرستقراطيَّةُ في حالةٍ من الإنكارِ والتعلُّقِ بالماضي، بينما يصعدُ الهامشُ ‏ليحتلَّ المركزَ. أمَّا في مسرحيَّةِ "عائلةِ الدوغري"، فإنَّ التهميشَ يطالُ الطبقةَ ‏المتوسِّطةَ المصريَّةَ التي تعاني من التفكُّكِ والانهيارِ بعدَ تراجعِ السلطةِ ‏الأبويَّةِ، ويتعمَّقُ التهميشُ ليشملَ الأصواتَ النسائيَّةَ مثلَ شخصيَّةِ "كريمةَ" ‏التي تمثِّلُ الأنثى المقموعةَ، والأصواتَ الذكوريَّةَ مثلَ شخصيَّةِ "أحمدَ" التي ‏تعكسُ تراجعَ السلطةِ الذكوريَّةِ داخلَ الأسرةِ، إضافةً إلى شخصيَّةِ "علي ‏الطوَّافِ" التي تجسِّدُ صوتَ الشعبِ المهمَّشِ الذي يحملُ الجميعَ ولا ينالُ ‏شيئًا. ‏
‏ وقد أبرزَ البحثُ أنَّ التهميشَ لا يقفُ عندَ حدودِ الطبقةِ الفقيرةِ فحسبُ، بل ‏يتسلَّلُ إلى كافَّةِ الطبقاتِ الاجتماعيَّةِ، ويتَّخذُ صورًا متعدِّدةً من التهميشِ ‏النفسيِّ والاجتماعيِّ والنوعيِّ، مشيرًا إلى أنه فعل اجتماعي وسلوك من ‏الإقصاء، قد يتجسد في خطاب أو لا ، أي أنه ظاهرة اجتماعية في إطار ‏حركة البشرية من الفعل ورد الفعل وهو أثر للاختلاف والتباين الطبقي ‏والمعرفي.‏

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية