تعد العبادة في الإسلام جوهر العلاقة بين العبد وربه، ومن أبرز صورها الصلاة. وفي ظل التطور الفكري والبحثي، برزت نظرية السيميائية كأداة تحليلية لفهم الرموز والدلالات في مختلف المجالات، بما فيها الشعائر الدينية. ولذلك جاء هذا البحث لاستكشاف الدلالات السيميائية للصلاة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستعرضًا عمق الرموز والمعاني التي تتضمنها هذه العبادة. . وقد عرّف دي سوسير السيميائية بأنها دراسة حياة العلامات داخل المجتمع. ركز البحث على تحليل الرموز السيميائية المتعلقة بالصلاة، باعتبارها عبادة تجمع بين الأفعال والأقوال التي تحمل دلالات عميقة. انطلاقًا من الوضوء كتهيئة نفسية وروحية، إلى استقبال القبلة الذي يرمز للوحدة والتوجه نحو الله، وصولًا إلى الركوع والسجود، حيث يظهر الخضوع التام لله والانكسار أمام عظمته. وتظهر الصلاة في القرآن الكريم والسنة النبوية كعبادة متكاملة تحمل أبعادًا معنوية تتجاوز الأداء الظاهري. فاستعمال لفظ "الإقامة" في الآيات يشير إلى النشاط والجدية في أداء الصلاة. في السنة النبوية، تعد الصلاة نورًا كما ورد في الحديث الشريف: "الصلاة نور." هذا التشبيه السيميائي يبرز أهمية الصلاة في تهذيب النفس وإضاءة طريق المسلم في الدنيا والآخرة. إلى جانب الألفاظ، تحمل هيئات الصلاة نفسها رموزًا عميقة. فالوقوف في الصلاة يشير إلى الوقوف بين يدي الله بخضوع، والركوع يعبر عن الخضوع والطاعة، والسجود يجسد أقصى درجات الانكسار والعبودية. كذلك، استقبال القبلة يرمز للوحدة الجماعية للمسلمين، ويعكس الطاعة المطلقة لله. خلص البحث إلى أن الصلاة ليست مجرد شعائربدنية، بل تحمل في كل أركانها رموزًا تربط العبد بخالقه. فهي تجمع بين الطهارة الجسدية والنقاء الروحي، وتجسد أسمى معاني الخضوع والطاعة. كما أبرز البحث أهمية دراسة السيميائية لفهم أعمق للرموز الخفية في العبادات الإسلامية.