الإمام المتمرد ابن حزم الأندلسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة السويس

المستخلص

كان ابن حزم من أكثر العلماء والفقهاء معاصرة لواقعه الأندلسي وتفاعلًا معه وبه، بكل ما يزخر فيه من منازع فكرية تلاقحت بين المسلمين والعجم من جهة، وبين الفكر والحضارة الإسلامية العباسية في المشرق والمنتوج الثقافي والحضاري الأموي في الغرب الأندلسي ، من جهة أخرى ،يشهد على ذلك تنوع مصنفاته؛ مابين الفقه والحديث والمنطق والتاريخ، والسير والأنساب، وعلم النفس والاجتماع ومقارنة الأديان…إلى آخره.، بالإضافة إلى آرائه الغير مسبوقة في اللغة والنحو والأصوات؛ وإلى جانب هذه المؤلفات العلمية الخالصة، نجد طوق الحمامة في الألفة والألاف، مصنفا في العشق والحب، وهو مظهر لم يخل منه الواقع الأندلسي، لم يتأثم الإمام والفقيه أن يعرض له بشمولية وعمق.
وقد حمل ابن حزم على كاهله الزود عن حمى الإسلام أمام محاولات اليهود والنصارى النيل من ثوابت الإسلام بعلومهم المنطقية والفلسفية والكلامية، مما أجج عنده الحجاج والمناظرة، كما في رسالته في الرد على ابن النغريلة اليهودي، وربما كان ذلك سبباً في نقده اللاذع ، وجداله الشرس ، الأمر الذي جعله مرمى لحقد وضغينة كثير من فقهاء وعلماء عصره، وحكامه، فسُجِن وتغرَّب، ولم يسلم منهم نَسَبه بالطعن فيه، مثلما وجدنا عند مجايله حيان بن خلف وممن تلقوا عنه من عرب ومستشرقين، ولم يثنه ذلك عن المنافحة عن مواقفه وقناعاته الفكرية والفقهية بضراوة وحِدَّة اشتُهِر بهما حتى قيل: " لسان ابن حزم وسيف الحجاج بن يوسف شقيقان" () وظل بالرغم من اضطهاده، وحرق كتبه، علامة مضيئة في تاريخ الفكر الإنساني، وإمامًا معتبرًا في التاريخ الفقهي، بظاهرية لا تتقيد بمذهب.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية