المستخلص : في هذا البحث درسنا ظاهرة المخالفة ، وأجبنا عن سؤال مهم، هو: هل المخالفة ظاهرة صوتية خاصة بالعربية , أو هي ظاهرة عالمية تقع في اللغات الحية الأخرى ؟ و هل هي ظاهرة حديثة أو قديمة يمکن أن نقف عليها في اللغات القديمة ؟ وللإجابة عن هذا السؤال بحثت عن جذور هذه الظاهرة في نوعين من اللغات ، هما : 1-اللغات الحية : و شملت دراستنا عددا ً من اللغات الاجنبية منها الانکليزية و الفرنسية و الالمانية و الايطالية و الاسبانية . 2-اللغات القديمة : و اتجه لنا أن خير ما يمثلها هو اللغات الجزرية نظرا ً للصلات و الظواهر المشترکة التي تجمعها مع العربية بحيث جعلها تصنف في فصيلة واحدة و لعلها نشأت عن اللغة الأُم في الجزيرة العربية ، فضلا عن اللغة اللاتينية . وتعرفنا فيه الى حدّ هذه الظاهرة ، وهي : ظاهرة صرفية صوتية في العربية وفيها يميل أحد الصوتين الصامتين أو الصائتين المتماثلين المتجاورين أو المفصولين بفاصل للمغايرة إلى صوت مخالف آخر. أما صورها ، فتقسم على قسمين: 1-مخالفة متصلة ، وتقع بين صوتين متجاورين، وهي على ضربين هما، مدبرة إذا أثر الصوت الثاني في الأول وتغير الصوت الأول، ومخالفة مقبلة ‘ إذا أثر الصوت الاول في الثاني وتغير الصوت الثاني. 2-مخالفة منفصلة ،وتقع بين صوتين متماثلين مفصولين بفاصل ،وهي على ضربين هما ،مدبرة إذا تغير الصوت الأول بتأثير الصوت الثاني، ومقبلة إن تغير الصوت الثاني بتأثير الصوت الأول. واتضح لنا أن ّالمخالفة ظاهرة عالمية قديمة و حديثة فهي تقع في اللغات القديمة ،کاللغات الجزرية، واللغة اللاتينية ،وکذلک تقع في اللغات الحديثة،کالانکليزية،والفرنسية، وغيرها.