تسعى الدراسة للإجابة عن تساؤلات البنية الحداثية في القصيدة العربية، وتغييرها المتخفي عن تأويلات موقفها من الحداثة الغربية واختراقاتها للحياة الإنسانية، وقد تناول البحث قصيدة (ورق) لمحمد أبو الفضل بدران بوصفها نموذجًا لهذا اللون الشعري المعاصر الذي عبر فيه النص عن إشکاليات العصر والإنسان العصري في ظل الحداثة بأدوات فنية وتعبيرية متنوعة، منها بنية النص، والمصاحبات النصية التي کان لها دور واضح في تفسير الدلالة، وکان لها يد بيضاء في وضع سياج دلالي مانع لشطحات التأويل وانتهاکات التفسير. أما کلمة (ورق) فهي عنوان النص، وعتبته الأولى، وهي العلامة الأولى للربط بين النص ودلالته، يقدمها النص على أنها شفرته ومفتاحه، وعلى الرغم من أنها کلمة مفردة قليلة الحروف، إلا أنها مبهمة وشرود، فيبدو أن تفکک حروفها (و ر ق) يحمل دلالة عميقة، فقد حملت بطون المعاجم العربية للکلمة (ورق) معان معجنية متعددة ومتباعدة واحيانًا متصاعدة. وتمثل القصيدة نوعًا من النضوج الشعري وعمق التجربة، يريد المبدع إشراکها مع المتلقي في لون جديد من الفردية المترابطة مع المجتمع بل مع الإنسانية جمعاء.